القائمة الرئيسية

الصفحات

المؤسسات الاقتصادية والإدماج المهني للشباب-مقاطعة الكيباك مثالا



المؤسسات الاقتصادية والإدماج المهني للشباب-مقاطعة الكيباك مثالا

المؤسسات الاقتصادية والإدماج المهني للشباب-مقاطعة الكيباك مثالا

التلخيص بالعربية

  إنّ تنامي ظاهرة البطالة في العالم وما انجرّ عنها من انعكاسات سلبية على السلم والأمن الاجتماعيين، جعلها موضوع بحث ومتابعة من قبل الخبراء في الاقتصاد والسياسة واستأثرت باهتمام الباحثين في علم الاجتماع خاصة. ولمقاربة هذه الظاهرة، سنعتمد على مقال لـــمارسيا فلتير حول المؤسسات والإدماج المهني للشباب في مقاطعة الكيباك Québec. ويهدف هذا المقال إلى التعريف بالدور البارز الذي تلعبه المؤسسات الاقتصادية  والاجتماعية في مجابهة ظاهرة البطالة التي أصبح يعاني منها أصحاب الشهائد العليا.

 Résumé en français

   La croissance du chômage et ses répercussions négatives sur l'échelle sociale, attirent l’attention des experts en économie, en politique et surtout les chercheurs en sociologie. En se basant sur ce qui précède, nous allons montrer le rôle joué par les institutions économiques et sociales pour faire face au phénomène du chômage. Pour aborder ce phénomène, nous nous appuierons sur un article de Marcia Vultur «les institutions et l'intégration professionnelle des jeunes dans la province de Québec».

 تقديــــــــم

  يعيش العالم خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة، جملة من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية. ومن أبرزهذه الظواهر البطالة التي أصبح يعاني منها أصحاب الشهائد العليا. وعلى هذا الأساس، تركزت جهود الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين حول إدماج الشباب في سوق الشغل. وقد تصاحبت هذه العملية مع جملة من التغييرات التي طالت المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها الطرف الرئيسي والمسؤول على تنظيم سوق الشغل. ومن خلال قراءة لمقال Mercia Vultur حول المؤسسات والإدماج المهني للشباب في مقاطعة الكيباك سنتناول بالتحليل :

  • ظروف إدماج شباب هذه المقاطعة في سوق الشغل.
  • الاستراتيجيات المعتمدة من قبل المؤسسات لانتداب الشباب وإدماجهم في سوق الشغل.
  • تقديم معطيات إحصائية حول انخراط الشباب في منظومة النماذج الإنتاجية الجديدة.

 .1 ظروف إدماج الشباب في سوق الشغل

  إنّ متابعتنا الموضوعية لواقع الشباب في مقاطعة الكيباك، جعلتنا نتبيّن جملة من الإرهاصات التي أصبحت تميّز واقع هذه الفئة في المجتمع المحلي. فالأرقام الدلالية والكميّة تفسّر بوضوح الوضعية الاجتماعية الصعبة التي أصبح يعيشها الشباب العاطل عن العمل. فقد بلغت نسبة بطالة الشباب 12.90% من مجموع السكان النشيطين سنة 2008.

   ورغم ذلك تبقى هذه الوضعية غير كارثية باعتبارأنّ نسبة البطالة في صفوف الشباب تبقى أقل من إجمالي النشيطين. بالإضافة إلى وجود العديد من الشباب الذين يشتغلون ضمن أعمال مؤقتة أو بالأحرى هشة .

   لقد تنامت ظاهرة البطالة في هذه المقاطعة خلال الفترة الممتدة بين 1996 و2007، حيث حقّقت أعلى نسبة ارتفاع لها في صفوف الشريحة العمرية الواقعة بين 15 و24 سنة (من 09 إلى 16 أسبوعا) . وإذا اعتمدنا منهجا موضوعيا قائما على المقارنة، ندرك بالوضوح البون الشاسع بين وضعية الشباب التونسي والشباب الكيباكي، ذلك أنّ نسبة البطالة في صفوف الشباب في تونس وخاصة حاملي الشهائد العليا قد بلغت 30.10 % سنة 2010 حسب المعهد الوطني للإحصاء.

  .نخلص إلى أنّ فترة بطالة الشباب الكيباكي قصيرة جدا. فهم يغيّرون من أعمالهم بصفة مستمرة توازيا مع التغييرات الاقتصادية والاجتماعيّة. والفترة بين 1996و2008 خير دليل على ذلك، حيث أنّ عدد النشطين والذين تبلغ نسبتهم 20 % لا يشتغلون سنويا سوى 04 أشهر. وتنحصر هذه الشريحة العمرية بين 15 سنة و24 سنة. ويعود ذلك إلى التغييرات التي تشهدها المؤسسات الاقتصادية في الكيباك، حيث يتطلع الشباب إلى الحصول على وظيفة جديدة مواكبة للتطورات التي تشهدها القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية من حين إلى آخر.

   يعدّ مؤشر "الخبرة والتكوين" من أكثر العوامل المساعدة على تفادي البطالة والحصول على شغل قار. وعلى هذا الأساس تتعمّق بطالة الشباب غير الحاصلين على شهادات عليا، فيواجهون مشكلات في التشغيل والتكوين والاندماج. وقد بيّنت الدراسات أن جلّ هؤلاء لا يتعدّون المرحلة الابتدائية أو الإعدادية .

  .إن النسبة المرتفعة للشغالين من أصحاب الشهائد العليا، لا تعكس بالضرورة واقع البطالة في هذه المدينة، فقد ارتفعت نسبة بطالة أصحاب الشهائد في الفترة المتراوحة بين 1999 و2007 إلى 2.9 % من مجموع العاطلين عن العمل والتي تجاوزت 04 % سنة 2000 و07 % سنة 2005 . ويواجه هؤلاء صعوبات كبيرة في الحصول على عمل قار، إذ يقضون مدّة طويلة نسبيا في البحث عن شغل. وفي سنة 2005 ارتفعت مدّة بطالة الشباب الحاصلين على شهادة البكالوريا من 9 أسابيع إلى 11 أسبوعا. كما ازدادت فترة البحث عن شغل بالنسبة للحاصلين على الأستاذية طولا، إذ تطورت عملية البحث من 09 أسابيع بطالة إلى 14 أسبوع . وفي هذه الفترة يعيش الشباب العاطل عن العمل بطالة "مقنّعة"déguisé".

  يبقى حصول الشاب الكيباكي على شغل رهين اختصاص شهادته العلمية. ذلك أنّ البحوث الميدانية التي قام بها صاحب هذا المقال Mercia Vultur في الصين، من خلال دراسة مقارنة بين طبيعة الشغل في هذا البلد وخصوصيات التشغيل في الكيباك، تبين أن الشاب الصيني لا يرتبط ضرورة بالاختصاص الذي تحدده شهادته العلمية، إذ يمكن أن نجد شابا حاصلا على شهادة في ميدان الشعر poésie ويشتغل في التسويق التجاري في مؤسسة إعلامية . وبيّن هذا الباحث مدى صرامة المجتمع الكيباكي الذي يربط طبيعة ونوعية الشغل في المؤسسات الاقتصادية والخدماتية باختصاص الشهادة العلمية المتحصل عليها طالب الشغل. وتراهن المؤسسات الاقتصادية في مقاطعة الكيباك على الشباب وتعتبره المساهم الرئيسي في تطوير الأنظمة الإنتاجية.

 .2الاستراتيجيات المعتمدة من قبل المؤسسات لانتداب الشباب وإدماجهم في سوق الشغل

   تهتم المؤسسات الإقتصادية في الكيباك بالأعوان التابعين لها. ولهذا فإنها تتبع جملة من الاستراتيجيات التي ستمكنها من تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية :

1.2. أهمية المنظومة التربوية في تأهيل الشاب لسوق الشغل

   يقوم النظام التربوي بدور هام في توجيه الشاب وتحديد مساره المهني في المستقبل من خلال رؤية واضحة لعالم سوق الشغل وذلك بالاعتماد على برامج التكوين والطرق البيداغوجية المتنوعة والتي ترتكز على التقنيات التربوية الحديثة، إضافة إلى إرساء علاقة تواصل وتفاعل مباشر بين الطالب والمؤسسات الاقتصادية من أجل إكسابه الخبرة اللازمة في شغله المستقبلي.

2.2. دور الدولة في تأهيل الشباب

   تقوم الدولة بتقديم كل الوسائل الكفيلة لإدماج الشباب في الحياة العملية وذلك من خلال عديد البرامج التي تساعد على الانتداب في سوق الشغل وفق آليات مضبوطة ومدروسة تمّكن الشاب من اختيار المسار المهني الذي يتوافق مع طموحاته العملية والمهنية.

3.2. التكوين المستمر للشاب

  تعمل المؤسسات المُشَغِلة على تكوين الطبقة الشغيلة بهدف تحسين مردودية الإنتاج ومواكبة حاجيات السوق والنهوض بقدرات الشغالين المهنية.

3. تقديم معطيات كمّية حول انخراط الشباب في منظومة النماذج الإنتاجية الجديدة

كيف تقوم المؤسسات بانتداب اليد العاملة؟

   للإجابة على هذا السؤال قام صاحب هذا المقال ببحث ميداني حول كيفية انتداب العاملين واستراتيجية انتقائهم. فاعتمد على الإحصاء الوصفي- الكمّي والإحصاء الاستدلالي من أجل مقاربة واقع الشاب المهني في الكيباك وانخراطه في منظومة الإنتاج والإنتاجيّة. وشمل هذا البحث عيّنة تضم 30 مؤسسة من مقاطعة الكيباك و32 شابا مستواهم التعليمي ينحصر بين الإعدادي والثانوي . وقد قام بدراسة سوسيولوجية، ميدانية وتوصّل إلى جملة من النتائج من بينها:

- تركّز الانتداب على ثنائية العرض والطلب داخل المؤسسات الاقتصادية.

- يبقى تقييم كفاءة العامل وكيفية انتدابه في الكثير من الأحيان رهين المسألة الإيديولوجية .

- المنتدبون les recruteurs لا يعتمدون فقط على الكفاءة كمقياس للانتداب بل يراعون كذلك مصالح مؤسساتهم ومحيطها الاجتماعي.

- التكوين المستمر للطبقة الشغيلة .

- في جلّ المؤسسات الصغرى، يقوم الشباب بأعمال هشة ( أعمال ثانوية ) .

- تسعى المؤسسات إلى تقديم الخبرة الكافية للشباب من أجل حسن اندماجهم في المؤسسة.

- من أهم العوامل التي يحبّذها الشاب داخل المؤسسة:

  • علاقة جيّدة مع رفقاء العمل 66.30%.
  • مناخ ملائم داخل المؤسسة 65 %.
  • توقيت عمل مناسب 49 %.
  • 51.80 % فقط من الشباب يطالبون بتأمينهم من طرف المؤسسة.
  • 35 % فقط يطالبون بالترفيع في الأجر.

خلاصة

  ونخلص إلى أن الشباب الكيباكي على وعي تام بمقاييس الانتداب للشغل ومعرفتهم بالاستراتيجيات التي تتبعها المؤسسة وكيفية الاندماج فيها. بالإضافة إلى وعيهم بدورهم الرئيسي في تحسين أداء المؤسسات وتطويرها، والدليل على ذلك أنّ 75 % منهم واعون بمسؤولياتهم المهنية.

 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
Arbi Jabli, chercheur en sociologie et spécialiste en sciences de l'éducation

Commentaires