القائمة الرئيسية

الصفحات

الضغط النفسي-أسبابه وطرق علاجه





الضغط النفسي-أسبابه وطرق علاجه

 الضغط النفسي-أسبابه وطرق علاجه

يواجه الإنسان جملة من الوضعيات والمواقف التي تجعله يعيش فترات من الضغط النفسي والاجتماعي. فقد أصبحت الضغوطات النفسية سمة الحياة المعاصرة، وتجربة يومية يعيشها الفرد نتيجة التحولات العميقة التي طرأت على المجتمع في وقتنا الراهن. وتعتبر الضغوط ظاهرة نفسية تلازم الانسان منذ نشأته وإلى بلوغه مرحلة العجز والشيخوخة. وتتوزع هذه الضغوطات إلى ضغوطات أكاديمية وأسرية واجتماعية وتربوية وشخصية. وعلى هذا الأساس، استأثرت هذه الورقة البحثية بموضوع الضغوطات النفسية من أجل الوقوف على أسباب تنامي هذه الظاهرة وتحليلها وتفسيرها وإبراز انعكاساتها على الفرد وعلى المجموعة. وسنركز خلال هذا البحث على جملة من الاستراتيجيات والخيارات التي يمكن أن تساعد الفرد على تجاوز الضغط النفسي.

1.تعريف الضغط النفسي

يعرّف الضغط النفسي على أنّه فقدان الفرد لتوازنه النفسي المعهود. حيث يصبح غير قادر على مواجهة الضغوطات النفسية التي يتعرض لها من جرّاء العجز على مواجهة التغييرات المفاجئة على حالته الطبيعية. وتشمل هذه التغييرات الجانب الاجتماعي والعاطفي والوجداني والبدني. فهو باختصار تحوّل جذري من حالة التوازن النفسي إلى حالة عدم التوازن النفسي.

2.أنواع الضغط لنفسي

تتعدّد أنواع الضغط النفسي وتختلف من فرد إلى آخر. وتتداخل العديد من المتغيرات الداخلية الخارجية في تحديد نوعية وطبيعة الضغط الذي يتعرض له الفرد أو المجموعة.

1.2.الضغط النفسي الذاتي

وهو الضغط الذي يعاني منه الأفراد بسبب الخوف المفرط من المستقبل المهني والأسري والصحي والعاطفي. وهو نوع من الهوس الذي تغذيه النظرة التشاؤمية لما هو قادم. ويتميز هؤلاء الأفراد بانغلاقهم على أنفسهم وعدم رغبتهم في التواصل مع العالم الخارجي. ويمكن بسهولة ملاحظة حالات اليأس والشرود والحزن التي تسيطر على حياتهم. ويعتبر هذا النوع من الضغط من أخطر الضغوطات التي يتعرض لها الفرد، والتي قد تؤدي به إلى الانتحار.

2.2.الضغط النفسي العام

يرتبط هذا النوع من الضغط بحوادث طارئة تكون لها انعكاسات نفسية على المجتمع بأسره كتفشي الأوبئة والأمراض (فيروس كورونا، الحروب الأهلية، الحروب التي تستعمل فيها الأسلحة الجرثومية...). كما يمكن أن يرتبط هذا النوع من الضغط بالعديد من المناسبات الدورية والسنوية (الامتحانات الوطنية، المناظرات المهنية...).

3.2.الضغط النفسي الظرفي

وهو الضغط الذي يتعرض له الأفراد والجماعات لفترة زمنية محدودة قد تكون ساعات أو أيام أو شهور أو سنة. ثمّ بعد ذلك يسترجعون توازنهم النفسي والبدني (ترقّب نتائج مناظرات، عملية جراحية، موت، غربة...).

4.2.الضغط النفسي المزمن

يعدّ هذا النوع من أكثر الضغوطات التي تؤثر بشكل كبير في نفسية الفرد، حيث يفقد هذا الأخير توازنه النفسي والبدني والعاطفي ويصبح في حالة هستيريا وتشنج متواصل يفقد الرغبة في التواصل مع المحيطين به (الإعاقة المفاجئة، مرض مزمن، فقدان مركزه في العمل...).

3.مظاهر الضغط النفسي

الضغط هو ظاهرة نفسية يمر بها الفرد والجماعة على حد السواء. ومن أبرز مظاهرها:

· الشرود الذهني والفكري.

· الارتباك والتردّد في أخذ القرار.

· العزلة النفسية والجسدية (الانزواء).

· الإرهاق النفسي والبدني.

· التوتّر المبالغ فيه.

· الانفعال السريع.

· الإقبال على المنبهات (التدخين، تعاطي المخدرات، احتساء الخمر...).

· التشاؤم الدائم والخوف من المستقبل.

· اختلال النظام الغذائي (فقدان شهية الأكل أو الإقبال المبالغ فيه على الأكل).

· حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي.

· الأرق الدائم واضطراب في ساعات النوم.

· الشعور بصداع شديد طوال الوقت.

4.أسباب الضغط لنفسي

أسباب الضغط النفسي عديدة ومتنوعة. ويمكن حصرها على النحو التالي: أسباب ذاتية وأخرى موضوعية.

1.4.الأسباب الذاتية

تسهم شخصية الفرد وطبيعتها في تنمية الضغوطات النفسية أو الحد منها. فالشخصية المتوازنة تكون قادرة على تجاوز الصعوبات والمشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الفرد أثناء تفاعله مع محيطه الخارجي. وهذا يعني أن الخلل الذي يصيب بناء الشخصية وتكوينها سيكون له الأثر السيء على طريقة التعامل مع الضغوطات والاكراهات التي سيعيشها الفرد في مجتمعة. كما أن عدم قدرة الفرد على إدارة جهازه النفسي (الهو و الأنا و الأنا الأعلى) سيخلق نوعا من عدم التوازن النفسي الذي سيولّد بدوره الضغوطات النفسية والاجتماعية.

2.4.الأسباب الموضوعية

هناك ارتباط وثيق بين الأسباب الذاتية والأسباب الموضوعية. فالفرد الذي لا يقدر على تجاوز ضغوطاته الذاتية، سيعجز حتما على تحمّل الضغوطات الحياتية التي ترتبط بجملة الاكراهات التي يفرضها المجتمع على الأفراد. ومن البديهي أنّ الفشل في ربط علاقات إيجابية مع المحيط الخارجي (مكان العمل، مكان الدراسة، الحي السكني...) سيعزّز تنامي ظاهرة الضغط النفسي عند الفرد. كما يعود التنامي المتصاعد للضغوط النفسية التي يعيشها الأفراد والجماعات إلى العنف الرمزي الذي تسلطه الأنظمة الاجتماعية والسياسية على المجتمعات المحلية. ويتمثل هذا العنف في جملة المبادئ والقيم والسلوكيات التي تنظم حياة الفرد وتلزمه بها، وبالتالي تحدّ من حرياته وتقمع سلوكياته في مكان العمل وفي الشارع وفي المدرسة وفي الحافلة وغيرها.

5.الضغوطات النفسية وطرق علاجها

الضغط النفسي؟ الضغط العصبي؟ الإرهاق النفسي؟ الإحباط؟ التوتّر؟ الخوف من المستقبل؟... كل هذه المفاهيم أصبحت كثيرة التداول في وقتنا الحاضر. يتداولها الطفل والمراهق والكهل والشيخ والمتعلّم والأميّ... هل هو مرض العصر؟ طبعا يمكن أن نعتبر الضغط النفسي آفة من الآفات الخطرة التي أصبحت تهدّد كياننا خاصّة في ظل عيشنا فيما يسمّى بالنظام المعولم. وفي المقابل إذا ما نظرنا إلى مفهوم الضغط النفسي من زاوية عقلانية، فإننا سنجده ضربا من ضروب التهويل والتخويف ومغالطة النفس. نحن نعلم جيّدا أنّ الضغط النفسي هو حالة غير وراثية وليست جينية، وهذا يعني أنّنا نستطيع التحكّم فيها أو بالأحرى القضاء عليها والتخلّص منها. ويكون ذلك عبر:

·         تعزيز ثقتك بنفسك والتأكّد من أنّك قادر على حل كل المشاكل والوضعيات التي ستعترضك.

·         بناء علاقات جيّدة مع العائلة والأقارب والأصدقاء والقيام بزيارات متبادلة.

·         حاول أن تخرج ما بداخلك من هموم ومشاكل ومشاركتها مع من تثق فيه من عائلتك أو أصدقائك أو رئيسك في العمل أو أستاذك في المدرسة...

·         تغيير أماكن الجلوس في البيت وتغيير أماكن الترفيه (المقهى، المنتزهات ...).

·         التفكير بإيجابية والابتعاد عن التشاؤم في الأمور كلّها.

·         تخصيص 15 دقيقة يوميا لرياضة المشي وتكون في أماكن مفتوحة.

·         لا تجعل الدنيا أكبر همّك.

·         لا تتجاوز المراحل من أجل الوصول لأهدافك المادية والمعنوية وتعلّم الصبر والثبات.

·         لا تقارن نفسك بغيرك وحاول أن تكون لنفسك وبنفسك.

·         لا تخاف من الفشل بل اجعل منه بداية نجاحك.

·         الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والرومنسية.

·         الابتعاد عن الأماكن الصاخبة .

·         كن متفائلا وبشوشا(حس الفكاهة).

·         القيام بزيارة الطبيب النفسي مرّة كل سنة على الأقل (العلاج بالحوار).

·         الوعي بأن الضغط النفسي ليس حالة مرضية، وبالتالي نستطيع تجاهله وتجنّبه من خلال خلق التوازن بين مكونات الجهاز النفسي: الهو و الأنا و الأنا الأعلى.

 




هل اعجبك الموضوع :
author-img
Arbi Jabli, chercheur en sociologie et spécialiste en sciences de l'éducation

Commentaires