القائمة الرئيسية

الصفحات

فيروس كورونا وبناء علاقات دولية جديدة





فيروس كورونا وبناء علاقات دولية جديدة

 فيروس كورونا وبناء علاقات دولية جديدة


أسهمت جائحة كورونا في إحداث اختلالات عميقة في التوازنات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع بلدان العالم. فكانت لها تداعيات خطيرة على السلم والأمن الاجتماعيين. وقد فرضت هذه الوضعية على البلدان النامية والمتقدمة على حد السواء مراجعة سياساتها الداخلية والخارجة، خاصة في ظل التهاوي السريع للقوة الوهمية التي كانت تدّعيها الدول المتطورة. حيث برزت بوضوح النقائص التي كانت تنخر أنظمتها الصحيّة والاجتماعية والاقتصادية نتيجة الضعف في الإمكانيات المالية واللوجستية. وبما أنّ أزمة كورونا تحولت إلى أزمة عالمية، فهذا سيمنح الفرصة لإعادة النظر في العلاقات الدولية وجعلها أكثر توازنا من خلال بناء علاقات جيوسياسية جديدة. وللإحاطة بمختلف الجوانب المحيطة بهذه الظاهرة، نتناول بالدرس المحتويات التالية:

التعريف العلمي لفيروس كورونا.

انعكاسات فيروس كورونا على المجتمعات المحلية.

فيروس كورونا وبناء علاقات دولية جديدة.

 1. تعريف فيروس كورونا

كورونا أو الكورونا هي مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان. وهي علی شکل إکلیل من الزهور. کما یطلق علی هذا الفیروس” الفیروس التاجي“۔ وما یمیز هذا الفیروس أنه سریع الانتقال والانتشار. فهو الفيروس العابر للقرات، حيث لم تخلو دولة من دول العالم منه ومن تداعياته الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقد أثبتت التحاليل المخبرية والكشوفات المجهرية، أنّ فيروس كورونا ینتقل بین الأفراد والجماعات عبر اللمس والاحتکاک المباشر. وقد شهدت الثلاثية الأولى من سنة 2020 ذروة نشاطه.

. انعکاسات فیروس کورونا علی دول العالم

 إنّ الانتشار الواسع والسريع لجائحة كورونا في العالم، كانت له تداعيات وانعكاسات سلبية على المجتمع وعلى الاقتصاد.

1.2. انعكاسات فيروس كورونا على المجتمعات المحلية

تزعزعت النظم الاجتماعية العالمية بمفعول الانتشار غير المسبوق لفيروس كورونا. حيث كانت له انعكاسات سلبية على النسق المعتاد الذي تعودت عليه المجتمعات المحلية والعالمية. ورغم هذه السلبيات، فقد أسهم هذا الفيروس في إحياء العديد من القيم والمبادئ التي فقدتها المجتمعات المعاصرة.

-         الآثار السلبية لفيروس كورونا على المجتمع:

-         الضغط النفسي بسبب الهوس والخوف من العدوى التي يمكن أن تصيب الأفراد والجماعات. فأصبحوا مرغمين على التباعد الاجتماعي وعدم التواصل والاحتكاك بالغير.

-         الرضوخ للإكراهات والضغوطات التي تمارسها مؤسسات الدولة من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا (الحجر الصحي الذاتي، الحضر الصحي الاجباري والزجري...).

-         البطالة: تضرّرت الفئات المهمّشة وخاصة الناشطين في القطاع الهش بسبب هذا الفيروس. وهذا ما أسهم في فقدانهم لأبسط مقومات العيش الكريم.

-         إغلاق المؤسسات التربوية والمدرسية والجامعية، قد أضّر بالتحصيل المعرفي لهذه الفئات وأسهم في اختلال نظام الامتحانات في جلّ البلدان.

-         عدم قدرة المؤسسات الصحية على استيعاب العدد المهول من الحاملين لفيروس كورونا، الأمر الذي أربك عمل هذه المؤسسات وعدم قدرتها على ممارسة مهامها ومسؤولياتها بصفة طبيعية.

-         الآثار الايجابية لفيروس كورونا على المجتمع:

-         التضامن الآلي بين أفراد المجتمع الواحد وبين أغلبية دول العالم ( تبادل الخبرات الطبية، الإعانات الصحية...).

-         الشعور بالمسؤولية الجماعية: زيادة نشاط المجتمع المدني وقيامه بجملة من الأدوار والأعمال الخيرية والتوعوية من أجل معاضدة الدولة في حربها ضد فيروس كورونا.

-         التضامن الكلّي بين المؤسسات المشغّلة والطبقة الشغيلة ( تمتيع الشغّالين من أجورهم رغم التوقف عن العمل)

2.2. انعكاسات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي

يعاني الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة من الركود والانكماش. وقد تعمّقت أزمته في الفترة الأخيرة نظرا للانتشار غير المسبوق لفيروس كورونا في جميع دول العالم. ومن الآثار السلبية لجائحة الكورونا على الاقتصاد المحلي والاقليمي والدولي نذكر:

-         تضرّر اقتصاد الدول التي تعتمد على التجارة والسياحة وعلى صادرات المواد الأولية بحكم غلق الحدود أو فتحها جزئيا ولوقت قصير.

-         ارتفاع ديون بلدان العالم النامي وتعرضها للعديد من الضغوطات والابتزازات من الدول العظمى ومن قبل المؤسسات الأممية.

-         تراجع الاستثمار الداخلي والخارجي.

-         إفلاس الشركات الصغرى والمتوسطة وتراجع أداء الشركات الكبرى وهذا ما يخلق العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

-         توجيه أغلبية مدخرات الدول للاهتمام بالجانب الصحي فتأثرت بقية القطاعات الاخرى.

 3. فيروس كورونا وبناء علاقات دولية جديدة

يمر العالم بأزمة اجتماعية واقتصادية وصحية بسبب جائحة كورونا. وقد فرضت هذه الأزمة على جميع الدول مراجعة سياساتها الخارجية وبناء علاقات دولية جديدة من أجل مواجهة هذه الكارثة الانسانية التي ستكون تداعياتها خطيرة على السلم والأمن الاجتماعيين.

إنّ بناء علاقات جيوسياسية وجيو-اقتصادية بين جميع دول العالم أصبح ضرورة وليس خيارا، خاصة في ظل الضعف الذي ظهر على المنظومة الصحية والاقتصادية العالمية. كما أن التعالي والعظمة التي كانت تظهرها "الدول العظمى" لم تفلح أمام الزحف الهائل والمدمّر لفيروس كورونا. وعلى هذا الأساس، تسعى جميع دول العالم إلى بناء علاقات دولية من أجل:

- التعاون البنّاء في مجالي الصحة والاقتصاد.

- تبادل الخبرات والطاقات الفكرية بين جميع الدول.

- دعم مراكز البحث العلمي في الداخل والخارج.

- مراجعة عمل منظمة الصحة العالمية وطريقة تعاملها مع الأوبئة والأمراض المستحدثة.

-  العيش ضمن عالم متعدد الاقطاب، تتقاطع فيه المصالح الاجتماعية والصحية والاقتصادية.

  

           
هل اعجبك الموضوع :
author-img
Arbi Jabli, chercheur en sociologie et spécialiste en sciences de l'éducation

Commentaires